أخبار الفن

بحلول عامها الثالث والثمانين .. ستظل فيروز هي الأغنية التي تنسى دائماً أن تكبر

Advertisement

كتبت/ نهال الهلالي

جارة القمر ، ياسمينة الشام ، “نهاد رزق وديع حداد” التي إشتهرت بالإسم الفني “فيروز” ولدت في 21 نوفمبر لعام 1935 ،بدأت الغناء في عمر السادسة تقريباً في عام 1940 فإنضمت لكورال الإذاعة اللبنانية، وعندما عرفها “حليم الرومي” أطلق عليها إسم “فيروز” ، هي من أقدم فناني العالم المستمرين الى اليوم، ومن أعظم مطربي العالم ، ونالت العديد من الجوائز والأوسمة العالمية.

ولدت فيروز في بيروت بلبنان بحارة زقاق البلاط في الحي القديم، لعائلة سريانية كاثوليكية فقيرة الحال ، نسب والدها  نوفمبر وديع حداد الى مدينة ماردين  ، كان يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية “لوريون” والتي ما زالت تصدر  الى يومنا هذا باللغة الفرنسية في بيروت ، والدتها هي ليزا البستاني لبنانية مسيحية مارونية  والتي توفيت في نفس الوقت الذي سجلت فيه فيروز أغنية &يا جارة الوادي& والتي كانت من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ، هي أم لكل من الملحن وعازف البيانو “زياد الرحباني” وأيضاً “ليال الرحباني”و “ريما الرحباني”وأخيراً “هالي الرحباني”.

كانت هي الطفلة الأولى لأسرتها وكانت تحب الغناء إلا أن أسرتها لمم تكن تستطيع شراء جهاز راديو، فكانت تجلس في نافذتها لتسمع صوت الراديو قادماً من بعيد بصوت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب و أسمهان وليلى مراد.

 

وفي عام 1946 أعلن الأستاذ محمد فليفل، أحد الأخوين فليفل اللذين لحنا النشيد الوطني السوري عن إكتشافه الجديد ألا وهو صوت &فيروز& ، حينها رفض والدها أن تتغنى إبنته أمام العامة ، ولكن نجح فليفل في إقناع والدها بعد أن أكد له أنها لن تغني سوى الأغاني الوطنية ،فوافق الأب مشترطا أن يرافقها أخوها جوزيف أثناء دراستها في المعهد الوطني للموسيقى، والذي كان يرأسه “وديع صبرة” مؤلف الموسيقى الوطنية اللبنانية، والذي رفض تقاضي  أية مصروفات من كل التلاميذ الذين أتوا مع فليفل. انضمت فيروز إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة.

كانت انطلاقة فيروز الجدية عام 1952 عندما بدأت الغناء بألحان الموسيقار عاصي الرحباني الذي تزوجت منه بعد هذا التاريخ بثلاث سنوات، وأنجبت منه أربعة أطفال، وكانت الأغاني التي غنّتها في ذلك الوقت تملأ القنوات الإذاعية كافّة، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت. كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني الذين يشار لهما دائما بالأخوين رحباني. شكل تعاون فيروز مع الأخوَين رحباني مرحلة جديدة في الموسيقى العربية، حين تم المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والألوان اللبنانية في الموسيقى والغناء. وساعد صوت فيروز ورّقته على الانتقال دائما إلى مناطق جديدة، ففي وقت كان فيه النمط الدارج هي الأغاني الطويلة إلا ان فيروز قدمت أغاني قصيرة.

 

 

قدّمت مع الأخوين رحباني، وأخيهما الأصغر إلياس، المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى، بخلاف الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين التي كانت تمتاز بالطول. زيادة على ذلك، كانت أغاني فيروز بسيطة التعبير مع عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع، حيث غنت للحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم. قُدِّم عدد كبير من أغاني فيروز ضمن مجموعة مسرحيات، وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحيّة، من تأليف وتلحين الأخوين رحباني. تنوّعت مواضيع المسرحيّات بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.

غنت فيروز لكثير من الشعراء والملحنين، منهم ميخائيل نعيمة بقصيدة تناثري، وسعيد عقل بقصيدة لاعب الريشة، كما أنها غنت أمام العديد من الملوك والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي. وأطلق عليها عدة ألقاب منها &سفيرتنا إلى النجوم& الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة على رقي صوتها وتميزه.

بعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني؛ أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص به يستقي من الموسيقى اللبنانية والموسيقى العربية والموسيقى الشرقية والموسيقى العالمية.

صدرت فيروز خلال هذه المرحلة العديد من الألبومات من أبرزها “كيفك أنت” ، فيروز في بيت الدين 2000، الذي كان تسجيلًا حيًاً من مجموعة حفلات أقامتها فيروز بمصاحبة ابنها زياد وأوركسترا تضم عازفين أرمن وسوريين ولبنانيين. كان تسجيل “فيروز” في بيت الدين 2000 بداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة والحديثة.

وفي عام 2010 طرحت ألبومها “ايه في أمل” وقد تعاونت في إنتاج هذا الألبوم مع أبنها الملحن زياد الرحباني، كان ألبوم “ببالي” عام 2017 آخر ما قدمته من البومات عديدة، وقد لاقى هذا الألبوم انتقاداً شديداً من بعض المحبين لفيروز لعدم ارتقائه لفن فيروز وإرثها ، كما انتقدوا ابنتها ريما التي ترجمت أغاني أجنبية شهيرة وعربتها بطريقة أعتبرها البعض “كلمات ركيكة” إلا أن صوت فيروز الذي كان محافظ على رونقه وجماله رغم السنون ال86 وجده البعض الأخر يغطي على أي عيوب واجهت أغاني الألبوم من كلمة او توزيع موسيقي ،ويتضمن الألبوم الجديد عشر أغنيات، كانت قد طرحت ثلاثا منها في بداية الصيف في إطار الترويج للألبوم، ترجمت ريما الرحباني كلمات الأغاني عن أغنيات اوروبية كان معظمها شائعا في ستينيات القرن الماضي.

غنّت فيروز للكثير من الأوطان والشعوب وتكاد تكون فيروز هي الوحيدة من المغنين العرب الكبار التي لم تذكر الرؤساء والملوك في أغانيها الوطنية، وهذا جعلها على مسافة واحدة من معظم التيارات السياسية وقد تم منع أغانيها من البث لمدة سبعة أشهر في لبنان؛ وذلك لرفضها الغناء للرئيس الجزائري (هواري بو مدين)، كما ضمن لأغانيها الوطنية عمراً أطول من الأغاني الوطنية لكثير من المغنين الآخرين.

فيروز تحمل مفتاح كل مدينة تقريبا حيث تم تقديمها كبادرة رمزية من الامتنان والتقدير. وقد حصلت على  مفتاح مدينة القدس ومن أهم الجوائز والأوسمة ومنها  وسام الأرز برتبة فارس، وقائد الفنون  والآداب وفارس وسام جوقة شرف

والآن في إنتظار إطلالة “جارة القمر” في 2019 بعملين جديدين بمشاركة إبنها وحفل غنائي. 

” ستظل فيروز هي الأغنية التي تنسى دائما أن تكبر .. وهي سيدة الصباح الأولى “

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى