ألادب والشعرعاجلكتاب و آراء

“دَمعَة ثقيلة” بقلم شيماء حسين

Advertisement

الكاتبه :شيماء حسين

استيقظ من نومي، فأشعر بصعوبة رفع جفوني كرفع أثقال، فأجدني محورًا لرسمة ثلاثية الأبعاد رسامها اتخذ من اللون الأسود موطنًا. غرفة مظلمة تحتويني، فلا أقدر على رؤية شيء غير كالونة باللون الذي أكرهه، فمرض السرطان نهش جسدي واستوطنه،

ولتعلموا أنه مرضًا لم يأتي من العوامل الخارجية؛ بل أن خلايا من جسدك تتمرد لتتصنع شكلًا غريبا، فتدور معركة إقصائها بإذن الخالق حتى ينتصر أيًا منهم.

أحاول رفع جسدي، فأفشل ويجذبني سريري كقطعة حديد وجدت مصيرها في أحضان مغناطيس. أرفع يدي؛ لأتحسس شعري والصدمة لم أجده، أين ذهب؟

أَيُخاصمني فيتلوع ويمنع ظهوره أم قد طاق قلة إهتمام. أفتح نور المصباح، فأجد مرآة تُغريني على إلتقاطها، ما هذا وجهي به تجاعيد؟! أيُعقل؟! لم أسمع عن تجاعيد سن العشرين أو موضة الشعر الساقط كأن لم ينبت قط أو يزور رأسًا جرداء يومًا! حتى قلبي ساكن فأين ضجيجه معي؟

حتى أن شفتاي تتخذ للون الأزرق صديقًا مفضلًا كأن الدم يأخذ لونه ولم يجد للأحمر مسكنًا.

 

قدماي تشتكي من حمل جسدي فكدت أُشفق عليهما قبلما أرى جسدي المتهالك كأن لم يدعمه لحمًا ألبتة. أكاد أقسم لولا أني رأيت قفصي الصدري لمَّ صدقت بوجود رئتاي.

ها هو إحدى خداي يُرهقه حمل دمعة تتخذه معبَرًا للجفاف. أكُل جسدي يتآمر عليّْ؟! أم أن الحقيقة أهلت للغموض مسكنًا لها، فها هو جسدي أصبح قلعة ثغراتها تضغي على خطوط دفاعها!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى