دين و دنيا

علي جمعة: رسول الله كان نورا ومنيرا وهذا لا يتعارض مع طبيعته البشرية

Advertisement

 

الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق

كتبت: أحلام موافي

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نور ومنير، ولا شيء في أن يعتقد المؤمن بذلك طالما أن الله عز وجل قد وصفه بذلك وسماه نورًا.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه قد ثبت في السنة أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون : إنه وجهه -صلى الله عليه وسلم- كالقمر [رواه النسائي في الكبرى]، وقدر أخبر -صلى الله عليه وسلم- أنه عندما حملت فيه أمه: «رأت نورًا أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام » [ذكره الطبري في تاريخ، وابن هشام، وصاحب حلية الأولياء]. 

وأكد أصحابه رضوان الله عليهم أن : «النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما دخل المدينة أضاء منها كل شيء، وعندما مات أظلم منها كل شيء» [أحمد والترمذي وابن ماجه] إلى غير ذلك من آثار وأحاديث تبين أنه -صلى الله عليه وسلم- كان نورًا، ولا ينبغي أن ننفي أن ذلك النور كان حسيًا فليس هناك ما يتعارض مع أنه -صلى الله عليه وسلم- كان نورا ومنيرًا، مع أصل العقيدة، كما أنه لا يعارض طبيعته البشرية التي أخبر بها القرآن.

ونبه إلى أن المحظور هو نفي البشرية عنه -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن هذا مخالف لصحيح القرآن فقد قال الله تعالى: «قل إنما أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ»، فالسلامة في ذلك أن تثبت كل ما أثبت الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- من حيث نورانيته وبشريته دون تفصيل وتنظير، كما أن إثبات النور الحسي له -صلى الله عليه وسلم- لا يتعارض مع بشريته.

وأضاف أنه من المفيد أن نذكر فائدة هنا وهي حديث «أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر» فقد حكم المحدثون بأنه حديث منكر وذهبوا إلى وضعه. قال العلامة عبد الله بن الصديق الغماري : «وعزْوه إلى رواية عبد الرزاق خطأ لأنه لا يوجد في مصنفه ولا جامعه ولا تفسيره، وقال الحافظ السيوطي في الحاوي في الفتاوى ج1 ص 325: «ليس له إسناد يعتمد عليه» اهـ، وهو حديث موضوع جزمًا …… إلى أن قال : وبالجملة فالحديث منكر موضوع لا أصل له في شىء من كتب السُّنّة [مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر، للسيد عبد الله بن الصديق الغماري].

وتابع: ولقد حكم بوضعه أكثر المحدثين كالحافظ الصغاني ذكر ذلك في كتابه الموضوعات، وأقره الحافظ العجلوني على ذلك في كتابه كشف الخفاء، منوهًا بأن الحكم بوضع الحديث وعدم صحة نسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس دليلا على فساد معناه من كل وجه، فمعنى الحديث يمكن أن يكون صحيحًا إذا كانت الأولية في الأنوار فإن ذلك لا يبعد، وعلى أن الأولية مطلقة، فهي ثابتة للقلم وللعرش على الخلاف المشهور.

وأشار إلى أنه قد ذكر العجلوني ذلك فقال : «وقيل الأولية في كل شيء بالإضافة إلى جنسه، أي أول ما خلق الله من الأنوار نوري وكذا باقيها، وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال : كنت نورًا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام‏.‏ انتهى ما في المواهب [كشف الخفاء].

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى