ألادب والشعر

انا والحسناء في ظل شجر الكافور

Advertisement

 بقلم : سيد ماجد

في يوم قررت الرحيل وتارك كل أوطاني واحبائي فغادرت وجلست أستظل بشجرة من التعب وأنا في منتصف الطريق منكسر الفؤاد حزين مقهور حتي نزل الدمع مني.

فجأتني أيدي ناعمة كالحرير من حيث لا أدري ووضعت يدها علي جبيني وقالت ما يبكيك يا زهرة العين.

إستغرب العقل فعلها وحديثها وصوتها الناعم كعصافير التغريد في صباح شمسه مشرقة صافية وضحكت لي ضحكة لو سمعها باقي البشر لتمنوا الموت حتي لايسمعوا شئ بعدها، حسدت نفسي حينها وتمنيت طبع الأنانية وهو ليس بي حتي أختص بحسن الوجه ونقاء الصوت العزب،

تبسم وجهي وقلت من انتِ أخبرتني حبيبة أحبتك منذ زمن بعيد ولم تتركك يوماً بمفردك أخبرتها إني لم أراكي من قبل، قالت أنا أعلم فكنت بجانبك دوماً بروحي وليس بجسدي حتي وجدتك اليوم حزين مهموم مكسور.

فأمسكت يدي وقمنا نستكمل طريقنا فحينها ضاع تعبي وهمي ولم أشعر بأي ألم وأثناء طريقنا أخبرتها إني جائع فطلبت مني أن أغلق عيني ووضعت يدي علي صخرة فإذا بطعام وشراب أكلنا وثملنا وأمضينا في طريقنا

حتي تعبت من السير أخبرتها بذلك إبتسمت وضمنتي إلي صدرها وأغلقت يدها حولي وطارت بي حتي نزلنا في بستان ذات أشجار وفواكه وفي منتصفه بحيرة صغيرة جلسنا في ظل شجرة كافور واتكأت ووضعت رأسي علي أرجلها وإستغرقت في النوم من التعب.

استيقظت ونظرت إليها وقلت أخبريني أيتها الحسناء الباهية الجمال كبدر يوم إكتماله أأنت ملاك أم بشر أم جنية من انت؟!! قالت لي حبيبتك إني لا أقصد ذلك من تكوني أيتها الجميلة فإن حديثك رطب لين وضحكتك تسر القلب وتجلي الهم والغم وتؤنس الناس قالت لي أيضا ً حبيبتك

ظللت صامتاً مبتسم القلب لقولها سعيداً فرحاً لما أنا فيه،

وتحركنا بعدها وقالت عد إلي أوطانك عد إلي احبائك فأنا روحي دوما بجوارك وأعدك كل إكتمال قمر سأكون هنا وتعالي إستأنس بي وحينها ألطف جوك وأزيب همك وأنزع منك غمك أذهب إني في انتظارك إلي أن يكتمل القمر

قلت لا أبرح مكاني وأتركك فأنت لي حبيبة ووطني صار حضنك وملازي بقربك قالت أذهب وستجدني بين أفعالك وكلماتك وبين كل طرفة عين لك سأكون معك دوماً حبيبي

قبلتني وضمتني ورحلت عن أعيوني ولكنها ظلت بجسدي وقلبي هائمة إلي وقتي هذا ولكني لا أعلم ماذا جنيت بنفسي حتي تذهب ولم تأتي لي كما وعدتني كل إكتمال قمر وإني لا أعلم طريق هذا البستان فقد بحثت عنه في شتي الأرض ولم أجده حتي ظننت أنه ليس بالأرض

ولكن أسأل نفسي أين هو تلك البستان أكان حلم كل هذا لا وألف لا لم يكن بحلم إني شعرت بأنفاسها معي أو ربما أيضا قد يكون أصابها مكروه ولكنها قد وعدتني أنها ستأتي لي..

هل أنا أصبت بالجنون لكي لا أعلم ماذا حدث معي، ربما قد أكون مجنوناً ولكن لا يكون جنوناً إلا بها وبحبها وجمالها وصوتها.

إذا لا سبيل لي لعودة رشدي إلي عقلي سوي أن أجدها سأجعل كل همي وتعبي في البحث عنها فلا بديل للعيش من غير رؤيتها أو أتخذ لي قبراً أدفن فيه ضحكتي

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى